نظرت اليها والدتها ففهمت ما كنت تريد قوله , فرفعت يدها اليمنى وتناولت ما ناولته لها والدتها , فسمت با اسم لله ثم أكلت لقمة لقمه
حينما يفهم أطفال الماضي ما تقوله لهم العيون من إشارات تغنيهم عن النطق باللسان , لأن هناك روابط بين الإباء والأبناء بعكسي حاضرنا الذي
قد ابعد المسافات واقفل القلوب وصمت الإذن , إلا ما يحب الأبناء أن يسمعوه فقست القلوب وتبدلت المشاعر
بعد ان أكلت ما في يدها شكرت الله ثم ذهبت لتغسل يدها من ماء الصنبور تحت ذلك الزير في فناء المنزل
خرجت لوالدها الذي قد قام بإشعال النار ووقدها لإعداد القهوة , استعداداً لملاقات أصحابة والاجتماع بهم لتناول ما أعدته الزوجة من إفطار دسم يستحق العناء من أجله فكان ما وعدهم به صحف من نحاس فيه حنيني ينبر الزبد في جوانبة
من سخونته وقطع الأترنج في وسطه ورائحته تشد البعيد روعته
أحضرة من موقدة داخل المنزل ووضعه على الفحم فقد الصحاب وهم يبتسمون
: حنيني ما شاء الله
أكثر من الزبد فسوفا يكون وأجبتنا لهذا اليوم فلن نأكل غيره
ضحك الأصدقاء , التفوا حول الحنيني والبن بينهم يدفع به
ويخفف حرارة الحنيني ترقبهم الطفلة وهي تبتسم لمشاهدة شواربهم حيث
سبغها البياض من البن
للحنيني مذاق خاص فهو يجمع بين القرصان أي عجين من دقيق البر الأسمر
يخبز بطريقة فرد العجين باليد وتقليبة بين الكفين حتى تتمدد العجين وتكبر ثم تنسف على الساعدين بالتناوب وبتمايل وحين تكبر الدائرة التي رقت بفعل الحركات المستمرة على الذراعين تقرص وتفرش على صاج ساخن مقبب من أعلى تحته فخم كثير أو حطب وحين يشفر قليلاً القرص ينشل ويقلب على الوجه الأخر من القرص ويكون هناك من تقرص وتخبز والأخرى تنشل العجين حتى تتناوب النساء في القرص فلا تتعب
وحين يجهز القرصان يعد التمر الخالي من النوى بدعكه وفركه با الأيدي حتى يكون كالعجوة ثم يفرك ويمزج مع القرص ويعاد فركه ودعكه حتى يمتزج الجميع مع صب بعض الزبد الدافئ ليساعد في عملية المزج ثم يقلب على نار هادئة حتى لا يحترق ويقلب بالأيدي فتظهر رائحته الزكية ويعد له أنار خاص
إذا وجد
وهو عبارة عن صينية من النحاس لها غطاء مخروم في عدة أماكن بخروم صغيرة ويتبعه إناء مسطح قليلاً يوضع فيه الفحم ليضل الحنيني ساخن فلا تجمد فيه الزبده التي قد توضع في الوسط أو في أطرافة ويعصر علية الليمون الحامض أو الأترنج
ولا يوكل إلا بالأيدي فهو ألذ وأطيب
حنيني كم له رائحه طيبه وذكريات جميله ايام الشتاء
ردحذف